"إسطنبول: الذكريات والمدينة" ليست سيرة ذاتية ولا وصفًا لمدينة فقط، بل مرآةٌ يعكس فيها أورهان باموق وجهه على صفحة الماء الرمادية للمدينة. عبر ذكريات طفولته، نسمع صوت المنازل الخشبية تنهار ببطء، والضباب يتسلل من البوسفور إلى القلب.
إسطنبول هنا ليست خلفية، بل بطل حزين، متعب، يلبس سواد النسيان ويتحدث لغة الحنين. يكتب باموق عن مدينة ضائعة، وعن طفل يحاول أن يكتب نفسه من خلالها، فيتلاشى الفتى في تفاصيل الأزقة، وتُصبح المدينة هي الذاكرة.
هذا الكتاب ليس فقط عن المدينة، بل عن فقدان الأب، وانكسار الحلم، ومحاولة ترميم الماضي بالكلمات. إنه كتاب عن العزلة، لكنه يفيض بالحب.